moh عضو جديد
عدد الرسائل : 12 العمر : 48 المزاج : منيل بنيله ومنيله النيله تاريخ التسجيل : 21/08/2008
| موضوع: فضل شعبان وضرورة دوام الالتجاء لله الخميس أغسطس 21, 2008 12:57 pm | |
| | | كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يحفل به بعد شهر رمضان كما لم يكن يحفل بأي شهر من شهور العام، هذا الشهر هو الشهر الذي ترتفع فيه الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى كما قال عليه الصلاة والسلام، هو الشهر الذي يرحم الله- عز وجل- فيه المسترحمين، ويغفر لعباده المستغفرين، هذا الشهر شهر يعتق الله سبحانه وتعالى فيه أعدادًا لا تحصى.. لا يحصيها إلا الله- عز وجل- من النار، ولقد روى أسامة بن زيد عن رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أنه سأله قائلاً:
يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من شهور العام كما تصوم من شهر شعبان، فقال عليه الصلاة والسلام "ذلك شهر يغفل عنه كثير من الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر ترتفع فيه الأعمال إلى الله- عز وجل-، فأحب أن يرتفع عملي إلى الله وأنا صائم"، أخرجه النسائي، وروى البيهقي بإسناد جيد كما قال عن عائشة- رضي الله عنها- أنها قالت: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فصلى وسجد وأطال السجود حتى ظننت أنه قد قُبض، فلما رأيت ذلك قمت وحركت أنمله فتحرك، فرجعت فسمعته يقول في سجوده: "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك"، فلما سلم قال لي: "يا عائشة: أظننت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خاس بك؟" قلت لا والله يا رسول الله، ولكنني ظننت أنك قد قبضت- أي لطول سجوده وعدم تحركه- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتعلمين أي ليلة هذه؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: إنها ليلة النصف من شعبان، يطلع الله عز وجل فيها على عباده فيقول: ألا هل من مستغفر فأغفر له، ألا هل من سائل فأعطيه، ألا هل من داع فأستجيب له، ويؤخر أهل الأحقاد كما هم"، والأحاديث التي وردت في فضل شعبان عمومًا، وليلة النصف من شعبان جزء من ليالي هذا الشهر المبارك كثيرة، وهي في جملتها صحيحة وقوية لا يلحقها الريب. أيها الإخوة نحن كلنا بحاجة إلى أن ننتهز فرص تجليات الله تعالى على عباد الله بالرحمة، نحن كما تعلمون مثقلون بالأوزار، ولسنا نملك- والحالة هذه- سوى أن نتصيد هذه الأوقات التي أنبأ عنها رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، والتي يتجلى الله عز وجل فيها على عباده بالرحمة، ليس لنا من سبيل إلا أن ننتهز هذه الفرص لنتعرض لرحمة الله، نتعرض لمغفرته، نتعرض لإكرامه، ونبسط أكف الضراعة والافتقار إليه، داعين متضرعين أن يخفف عنا عز وجل من ذنوبنا، وأن يكرمنا بالعفو والعافية التامة، وأن يرحم أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مما قد أصابها. فرصة بين يدي شهر رمضان المبارك تتمثل في هذا الشهر الذي يغفل عنه كثير من الناس كما قال رسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أتأمل وأنظر في رحمة الله عز وجل، المفروض أن يكون العبد المسرف على نفسه المثقل بالأوزار هو السبّاق إلى باب الله عز وجل يطرقه ويستجدى منه المغفرة والصفح، ولكن الأمر يجري على العكس من ذلك، الله عز وجل هو الذي يلاحق عباده، هو الذي يلاحق التائهين المعرضين الغافلين السادرين في غيِّهم، يدعوهم إلى أن يعودوا فيصطلحوا معه، يدعوهم إلى أن يعودوا فيجددوا البيعة له، يدعوهم أن يعودوا إلى رحابه ليرحمهم وليغفر لهم وليحط عنهم من أوزارهم وآصارهم. تلك صورة من صور رحمة الله عز وجل بعباده، إنها لظاهرة تجعل الإنسان يذوب خجلاً من الله، بل محبة لله عز وجل أن يلاحق الله عز وجل عباده الشاردين التائهين العاصين له، العاكفين على أوزراهم في مثل هذا الشهر المبارك، ليقول لهم: أما آن لكم أن تعودوا، أما آن لكم أن ترفعوا رؤوسكم عن الغي قبل أن تنتهي الفرصة ويحين المعاد، ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ﴾ (الحديد:16) تلك صورة من أجلِّ صور رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده، ولكني إذ أقول هذا أيها الإخوة لا أعني ما قد يفهمه بعض الناس من أن المسلم يغنيه أن يلتفت إلى الله عز وجل في مثل هذه الفرص فيتزود لنفسه بالكثير أو القليل من رحمات الله عز وجل ومغفرته، حتى إذا زالت هذه الفرصة وانطوت عاد مرة أخرى إلى غيِّه، عاد مرة أخرى إلى شروده وانحرافه. ينبغي أن نعلم أيها الإخوة أن عبوديتنا لله عز وجل لا تظهر وتختفي، عبوديتنا لله عز وجل هوية دائمة لا تتحول قط، ومن ثم فينبغي أن تكون عبادتنا لله عز وجل دائمة مستمرة، والعبادة تتنوع لكن أول أنواع العبادات وأقدسها الدعاء الضارع، التوجه إلى الله عز وجل بالدعاء الضارع، الدعاء الضارع دائمًا، لا الدعاء الضارع عندما تطوف بالإنسان مصائب ورزايا ونوائب، الإنسان ما دام عبدًا لله فهو في كل لحظة بحاجة إلى عناية الله، ومن ثم فهو بحاجة في كل لحظة إلى أن يمد يد الافتقار والمسألة إلى الله ﴿فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ﴾ (غافر: 14) هذا كلام الله سبحانه وتعالى، وما ينبغي للإنسان أن يكون كما قال الله عز وجل ﴿وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ﴾ (الحج: 11) ما ينبغي أن يكون أحدنا في حالة يذكر الله، وفي حالة أخرى يتيه عن الله عز وجل، نحن في كل الأحوال عبيد الله عز وجل، ومصيرنا في كل الأحوال معلق على كرم الله سبحانه وتعالى ولطفه وإحسانه. إذن، في كل لحظة أنت بحاجة إلى أن تسأل الله عز وجل، إن لم تسأله لنفسك فاسأله لإخوانك، ادع الله عز وجل لإخوتك الذين تنظر وتسمع أنباء المصائب التي تتهاوى عليهم، ولله عز وجل في كل شيء حكمة، ترى هل يطبق المسلمون معنى كلام رسول الله: (المسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، هل يشتكي العالم الإسلامي كله ويئن كما يئن المسلمون في أفغانستان وفي فلسطين، أم أننا نسرح ونمرح ونأكل ونلهو وننام ملء أعيننا ولا يهمنا هذا الأمر بشكل من الأشكال، أو يهمنا بقدر الحديث تعليقًا عن هذا الأمر تسلية وإزجاءً للوقت، هذه الأمور أيها الإخوة ينبغي أن نكون على بينة منها، لاسيما في هذا الشهر المبارك، ونحن على يقين أن أقوى سلاح ماضٍ يستعمله عباد الله المؤمنون لاستنزال النصر عن الله عز وجل هو سلاح الالتجاء إلى الله، وسلاح الدعاء الدائم والدائب على أبواب الله سبحانه وتعالى بعد التوبة وبعد الإنابة والإخلاص. . أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم، وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
| | | |
شهور السنة كلها لله في الطاعة والعبادة " إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا " ولكن شهر شعبان له مذاق خاص ما أحلاه، وما أغلاه، وما أطيبه، إنه شهر الحبيب صلى الله عليه وسلم ، شهر أحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفضله على غيره من الشهور، فهو الشهر الذي يتشعب فيه خير كثير ، من أجل ذلك اختصه الحبيب صلى الله عليه وسلم بعبادة تفضل غيره من الشهور، فقد روى الامام احمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله يصوم ولا يفطر حتى نقول: ما في نفس رسول الله أن يفطر العام، ثم يفطر فلا يصوم حتى نقول: ما في نفسه أن يصوم العام، وكان أحب الصوم إليه في شعبان"
| |
|
mou_ma المدير العام
عدد الرسائل : 645 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: رد: فضل شعبان وضرورة دوام الالتجاء لله الخميس أغسطس 21, 2008 2:00 pm | |
| مشكور يا محمد على الافادة الجميلة وجزاك الله خيرا | |
|